بحّار الهوى الصبُّ ...

وقيل الشوقُ مثل الشوكِ في الأعماق منغرسٌ ويطرح زرعُهُ الآهاتِ في قلبي ويغرسها نشيجاً من جَوَى الماضي وعصفاً من حنايا الروح تعزفُها مدامعهُ !

وهذا الشوق تُنبته شجونُ القلب والتحنان والذكرى فلا ينفك يَنفيها وتُرجعهُ

فذي قيثارة الأشواق في روحي أُهدهدها، أُمرجحها وتحملُها غصون الحب والأرياح تنثرها وتخدعهُ ..
ويسألني: حروف الشعر قد ذبلت فأين الشوق في الأبيات أنشدها؟ وأين مزامر الأحباب في أغصان أغنيةٍ أرددها ؟وأين دموعيَ الحرّى تقضُّ العين من لهفٍ وهذا القلب تمنعُه مضاجعَهُ

وكيف العيد يأتينا ولا ذكرى مع الأحباب تفرحنا ، ولا نسمات أمنيةٍ تُلاعب شعرها المنسيَّ في ساحاتِ حارتنا ، ولا الخلان في الدارِ، فكلٌّ في طريق البعد مرتحلٌ بلا عيدٌ يودّعهُ

وتأسرني قيود العمر في تلك الأخاديدِ
وتمضي بي على دربٍ تلوَّن بالأفاعي السود يمنع شدو تغريدي
فأين الدفء ألقاهُ وهذا القلب يا عمراً تضوّع في سناه الزهر لا يعدو سوى كأسٍ، ومترعةً مواجعه !!

تُرى يا قلب ذاك العمر قد ولّى وما عادت لنا فيه سوى الذكرى وآمالٌ من البيداء تزدهرُ؟
وما عادت لنا فيها سوى الآهات والدمعات تنهمرُ

فلا شدوٍ لعصفورٍ
ولا فُلّاتِ ذاك الحي تعرفُنا فقد غابت ملامحُنا
وقد شُطبت أسامينا
فزخاتٌ من الأمطار تمسحها وتتركها كصلد الصخر كالجلمود قصتَنا التي كنا بعمق الروح نكتبها أقاصيصاً من الأحزان والتحنان في الأعماق تنحفر!!

دعي الذكرى فما عادت جروح الروح تندملُ
وما عادت لنا الأيام تبتسم
وما عادت عروس البحر تنقذنا إذا دكََّت أسافين الهوى الخداع سارينا
فهذي الريح عاصفة ٌ
وموج البحر غدارٌ
وبحَار الهوى صبّ
فلا بَرُّ يُرى شرقاً وذاك الغرب مأفون بريش جنونه الغجري ينفشه ويغرينا
بأن نرسو على ميناء سطوتهِ.. وأن نبقى نجرُّ الريحَ مشرعةً لكي يرقى
وبحار الهوى المجنون يُلهينا بدفَّتهِ
فلا شرقٌ يلوح هنا .. ولا غربٌ سيؤوينا
إذا جئنا لساحتهِ
وما زلنا وما زالت أمانينا
تلوحُ لنا وتنتظرُ!!